منتدى ميت على
فتح بيت المقدس وطريق الإصلاح 613623
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة
انت غير مسجل باسرة المنتدى
نرجو منك التسجيل
او الدخول اذا سجلت سابقا؟! فتح بيت المقدس وطريق الإصلاح 829894
ادارة منتدى ميت علي فتح بيت المقدس وطريق الإصلاح 103798
منتدى ميت على
فتح بيت المقدس وطريق الإصلاح 613623
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة
انت غير مسجل باسرة المنتدى
نرجو منك التسجيل
او الدخول اذا سجلت سابقا؟! فتح بيت المقدس وطريق الإصلاح 829894
ادارة منتدى ميت علي فتح بيت المقدس وطريق الإصلاح 103798
منتدى ميت على
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لا اله الا الله ... محمدا رسول الله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الله اكبر ولا حول و لا قوه الا بالله... استغفرك ربى و اتوب اليك...اللهم انى اسألك الهدى و التقى والعفاف و الغنى
السلام عليكم ورحمه الله ..نرحب بجميع اعضائنا الكرام .اعضاء منتدى قريه ميت على ... راجين من الله ان تفيدوا بقدرما تستفيدوا ... و الى الامام مادام فى الصالح العام . .... منتـــــــــــــدى ميــــــــــــــت علـــــــــــــى تحيه خاصه لكل الاعضاء الكرام من اداره المنتدى ( خالد _ عمر _ صوت البلد _ و احد من ميت على  ) ....

 

 فتح بيت المقدس وطريق الإصلاح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
algwely

algwely


ذكر
عدد الرسائل : 1538
العمر : 54
المزاج : لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به
تاريخ التسجيل : 17/07/2008

فتح بيت المقدس وطريق الإصلاح Empty
مُساهمةموضوع: فتح بيت المقدس وطريق الإصلاح   فتح بيت المقدس وطريق الإصلاح I_icon_minitimeالجمعة 02 يوليو 2010, 7:28 pm

(منبر الجمعة)
فتح بيت المقدس وطريق الإصلاح[27/06/2010][14:50 مكة المكرمة]



بقلم: د. مصطفى شلبي



أحمدك ربنا حمد الشاكرين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل في كتابه الكريم: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ (التوبة: من الآية 36).



وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل فيما ورد في الصحيحين من حديث أبي بكرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب، شهر مُضر، الذي بين جمادى وشعبان"، وقوله: "ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان"؛ لأن ربيعة كانوا يحرمون شهر رمضان ويسمونه رجبًا، وكانت مضر تُحرِّم رجبًا نفسه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الذي بين جمادى وشعبان" تأكيدًا وبيانًا لصحة ما سارت عليه مُضر، وأما مضاعفة الثواب والعقاب في هذه الأشهر، فقد صرَّح بها بعض أهل العلم استنادًا لقوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾.



قال ابن كثير- رحمه الله- في تفسيره: ﴿فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ أي في هذه الأشهر المحرمة؛ لأنها آكد، وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف، لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (الحج: من الآية 25).



وإذا ذكر رجب يتبادر إلى ذهن كل مسلم ذلك الحدث المهم في تاريخ المسلمين، ألا وهو الإسراء والمعراج، هذا الحدث المليء بالعبر والعظات التي يحتاجها المسلمون هذه الأيام.



ولكن مع أهمية هذا الحدث وكثرة الحديث عنه يجدر بنا أيضًا أن نتذاكر حدثًا آخر شاءت إرادة الله أن يكون في شهر رجب بل في السابع والعشرين من رجب، ألا وهو فتح بيت المقدس على يد صلاح الدين الأيوبي بعد احتلاله من الصليبيين فترةً امتدت لأكثر من 91 عامًا.



أيها ايها الإخوة المسلمون..

حري بنا أن نقرأ التاريخ ونتأمله لنعرف حقيقة الأمر التي تتوافق مع سنن الله في التغيير والإصلاح، ليفتح القائد المحرر صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس.



أيها المسلمون.. إن الذي يتحدث عن صلاح الدين بهذه الصورة الفردية يُكرِّس في أذهان الناس وعقولهم نظرية القائد الملهم المخلص.. وهذا ما تواكل أفراد المجتمع عليه اليوم، منتظرين المخلص الملهم مع ركونهم وسلبيتهم وعدم استعدادهم للحركة والإصلاح من أنفسهم والمشاركة في فعاليات التغيير والاستعداد لدفع ضريبته.



والغريب أن نجد الكثير من مواطني المجتمعات غير الإسلامية يمتلكون الإيجابية وينهضون وينتفضون لإحداث التغيير والمشاركة في فعالياته ودفع ضريبته حتى لو وصل الأمر للتضحية بأنفسهم.



أيها المسلمون الموحدون.. لو نظرنا في تاريخ الحملات الصليبية ما قبلها وما بعدها حتى تحرير المسجد الأقصى لوجدنا:

1- مرحلة ما قبل الحملات الصلبية:

أولاً: وجود ثلاث دول تحكم الأمة الإسلامية (العباسية بالشام والفاطمية بمصر والأموية بالمغرب والأندلس).

ثانيًا: تميُّز هذه المرحلة بالصراعات والانقسامات والنزاعات الداخلية والاستعانة بالاعداء لمواجهة الجار والأخ في العقيدة.

ثالثًا: الانقسامات والصراعات المذهبية والفكرية، فهذه المدرسية الأشعرية الشافعية ومدرسة الحنابلة، وامتدت هذه الصراعات الفكرية إلى معاهد التعليم.

رابعًا: فساد وانهيار في الجانب الاقتصادى والسلوكي والأخلاقي، والمتأمل في هذه المرحلة حينما يغوص في معالمها يظن أنه يقرأ في مشهد اليوم الذى يعيشه المسلمون.



2- مرحلة ما بعد احتلال بيت المقدس:

أيقظت الدماء المراقة على أرض بيت المقدس الحمية في عروق المسلمين في المغرب والشام ومصر فبدأت تظهر دعوات إصلاحية نادت في الناس أن ثوبوا إلى رشدكم. أفيقوا من غفوتكم.. استعيدوا عزتكم وكرامتكم.. ذودوا عن حمى دينكم.. انتفضوا لحماية أعراضكم.. أتركوا رغباتكم الشخصيه وحظوظ أنفسكم من أجل وحدة أمتكم.



ولقد اعتمدت هذه الحركات الإصلاحية الإسلام منهجًا للإصلاح والتغيير، وأيقنت أن العيش في ظله والتخلق والتعامل بمبادئه هو السبيل للقضاء على الفساد واستعادة العزة والكرامة والمجد، كما حققها الأجداد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن بعده الصحابة والتابعون- رضي الله عنهم- أجمعين.



ومن رموز هذه الحركات الإصلاحية نور الدين محمود باعتباره ليس فقط شخصية عسكرية وإنما أيضًا شخصية فكرية كبيرة استطاع أن يؤسس لمشروع جهادي كبير، تم من خلاله فتح بيت المقدس، وتحرير كل بلاد الشام، وكان نور الدين يعي تمامًا أن أهداف مشروعه لن تتحقق إلا بالوحدة الكاملة بين بلاد الشام ومصر؛ ولذلك عمل على ضمِّ مصر إلى حظيرة المقاومة.



لقد وظفت الدعوات الإصلاحيه كل القوى والطاقات توظيفًا إيجابيًّا لخدمة المشروع الإصلاحي التغييري لإيقاظ الأمة، فكان للعلماء والفقهاء دورهم في هذه المرحلة مثلً أبي طاهر السلمي (ت: 500ﻫ/1107م) في كتابه: "الجهاد"، الذي نادى وحث فيه على الجهاد، ثم محدث الشام ابن عساكر (499-571ﻫ/1105-1175م) في كتابه: "أربعون حديثًا في الحث على الجهاد"، كما كان للمفكرين الإسلاميين دورهم في الجهاد من خلال التصنيف في فضائل البلدان، هذا المجال الذي رافق مرحلة الحروب الصليبية، وقدَّم المصنفون فيه مادةً ثريةً من الحديث النبوي استهدفت إبراز فضائل الشام عمومًا وبيت المقدس على وجه الخصوص؛ وذلك لغرض التذكير بأهمية ومكانة هذه البلدان في العقيدة الإسلامية؛ الأمر الذي يترتب عليه أن تحتل المكانة نفسها في قلوب المؤمنين، وبالتالي يخلق لدى المسلمين من التعلق بها، والرغبة بالتضحية من أجلها، وعلى كل حال فإن ظهور هذا النوع من الكتب المصنفة في هذه المرحلة دليلاً على حضور المرجعية الإسلامية لدعاة الإصلاح والتغيير حينئذٍ، ومن النماذج الناصعة في هذا المجال ابن عساكر (499-571ﻫ/1105-1175م) في حديثه عن فضائل الشام، وفضائل دمشق على الخصوص؛ وذلك من خلال كتابه الموسوعي الكبير: "تاريخ دمشق"؛ حيث خصص الجزء الأول للحديث عن هذه الفضائل، ثم دور الإمام الحافظ أبي سعد عبد الكريم السمعاني، (ت: ربيع الأول 562 ﻫ/ 1177م) في كتابه: "فضائل الشام"؛ حيث قدَّم فيه مادةً كبيرةً من الحديث الشريف استهدف من خلالها إبراز فضائل الشام.



أما عن دور رجال الفكر من الشعراء، ومشاركتهم، إلى جانب التيارات الفكرية الأخرى في دفع المقاومة إلى الأمام في اتجاه مواجهة الصليبيين، وأهم شاعرين في مرحلة ما قبل صلاح الدين، وهما كلٌّ من: الشاعر ابن منير والشاعر ابن القيسراني، اللذين رافقا مسيرة عماد الدين زنكي ثم مسيرة نور الدين محمود وقدَّما عددًا كبيرًا من القصائد بمناسبات مختلفة، وظلا كذلك حتى وفاتهما سنة (549ﻫ/1154م).



ومن أشهر رجال الفكر حينئذٍ هما القاضي الفاضل، والعماد الكاتب، الذِّين أكثرا من كتابة الرسائل؛ حيث كتب العماد سبعين كتاب بشارة، فقط في فتح القدس، حسب قوله، ويكفي دليلاً على أهمية هذا الدور قول صلاح الدين الأيوبي: "ما فتحت البلاد بالعساكر إنما فتحتها بكلام الفاضل"، كذلك جاء دور الوهراني وإسهامه، من خلال كتابه: "جليس كل ظريف"؛ ليصب في الاتجاه نفسه- أي خدمة قضية الجهاد- حيث قدَّم مجموعةً من الرسائل تمجد صلاح الدين ووالده نجم الدين وعمه أسد الدين، وفيه يدعو المسلمين للالتفاف حولهم.



ولا يفوتنا أن نذكر دور ابن الجوزي في مواجهة الحروب الصليبية، ومع أن سبط ابن الجوزي لم يقدم عملاً فكريًّا كتلك الأعمال التي قدَّمها غيره كمصنفات الفضائل، وكتب فضائل الجهاد، أو القصائد الشعرية الجهادية والرسائل الأدبية، إلا أنه قدَّم الكثيرَ في مجال الوعظ والفتيا؛ مما كان له أثر عظيم في مقاومة الحروب الصليبية.



ولقد حققت هذه الحركات الإصلاحيه النجاحات تلو النجاحات على طريق تحقيق أهدافها، وانطلقت من المساجد، وكان من ثمرة جهدها وجهادها جيل من المجتمع آمن بالإسلام شرعةً ومنهاجًا ومُخلِّصًا، ومن ثمرة هذا الجهاد كان القائد المؤمن الناصر صلاح الدين الأيوبي.



أيها الإخوة المسلمون:

إليكم لمحات عن نشأة صلاح الدين- رضي الله عنه- وحياته وجهاده نلحظ منها سر قوته وتحقيق النصر على يديه:

- اللمحه الأولى: لقد نشأ هذا البطل في بيتٍ من بيوت أحد رجال حركة الإصلاح والتغيير أرضعته أمه منذ صغره ونعومة أظافره، وكذلك لقنه أباه حبَّ الجهاد في سبيل الله، وأنه هو الذي سيحرر الله على يديه المسجد الأقصى، وفي هذا الإطار يروي عنه أنه حين عودة أبيه من السفر ارتمى في حضن أبيه فحمله وقبَّله ثم تركه يسقط على الأرض فبكى فقال له أبيه: "هل يليق بمَن يريد أن يحرر المسجد الأقصى أن تؤلمه سقطه فوقف منتصبًا مخفيًا دمعته".



- اللمحة الثانية: لما عهد به أباه لأحد العلماء ليأدبه ويعلمه الحديث فعلمه وحفظه حديث ركوب الدابة، وأن راوي الحديث قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذيل الحديث بالابتسامة، فكان الشيخ كلما روى الحديث يبتسم، وفي أحد الأيام سأل الشيخ صلاح الدين عن هذا الحديث فرواه ولم يبتسم فقال له الشيخ أكمل الحديث يا صلاح الدين فقال له صلاح الدين قولته المشهورة: "كيف أضحك والقدس بيد أعدائه؟!!".



- اللمحة الثالثة: صلاح الدين يتفقد خيام الجند ليلاً قُبيل حطين فيسمع أزيز صدور جنود يقيمون الليل فيشير للخيمة محدثًا مساعده قائلاً: من هنا يأتي النصر، ثم يمرُّ على خيمةٍ أخرى فيسمع جنودًا يلهون ويلعبون فيقول: ومن هنا تأتي الهزيمة.



- اللمحة الرابعة: روت عنه كتب التاريخ أنه كان يصطحب معه صندوقًا في حله وترحاله لا يعلم أحد ما بداخله فلما مات فتحوا الصندوق فوجدوا بداخله حفنات من تراب ووصيته مكتوبًا فيها أنه ما فتح مدينة إلا أخذ من أرضها حفنة من تراب ووضعها في الصندوق ثم يُوصي بنثر التراب في قبره لعلها تكون حجةً له عند ربه يُنير بها قبره.



أيها المسلمون..

هذا جيلٌ تربَّى على مائدة القرآن وآمن به شرعةً ومنهاجًا، وهذا قائد مؤمن مخلص ذاهد راغب في ما عند ربه حينئذٍ يتنزل نصر الله عليهم.. ﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51)﴾ (غافر).



أيها الإخوة.. إن أردتم النصر والتمكين.. إن أردتم استعادة عزتكم وكرامتكم ومجدكم.. إن أردتم تحرير المقدسات ومسرى نبيكم فالطريق لذلك واحد هو العوده والإنابة إلى الله والتخلى عن كل ما يغضب الله في سلوكياتنا وأخلاقنا ومعاملاتنا.



أيها العاق لوالديه أنت سبب لتأخير نصر الله

أيها المقصر في حقِّ زوجتك وأولادك وجيرانك أنت سبب لتأخر نصر الله

أيها القاطع لرحمك أنت سبب لتأخر نصر الله

أيها المتعامل بالربا أنت في حربٍ مع الله وأنت سبب لتأخُّر نصر الله

أيها الراشي والمرتشي والسارق أنتم سبب لتأخُّر نصر الله

أيها الغاشُّ في سلعته، أيها الزاني المقترف للآثام والذنوب أنتم سبب لتأخر نصر الله.



يا صاحب شهادة الزور ويا مَن تأكلون أموال اليتامى وأموال وممتلكات الدولة ظلمًا وعدوانًا أنتم سبب لتأخر نصر الله.



أيها المزورون.. كيف يتنزل نصر الله على قومٍ أنتم فيهم وسكتوا على فعلتكم هذه الشنيعة تحطمون حاضر الأمة ومستقبلها.



أيها المسلمون الموحدون إن التغيير الحقيقي لا يتم في عقد أو اثنين أو ثلاثة، ولكنه قد يمتد لعقود وأكثر، ولسنا مطالبين بالنتائج لنأخذ أجر التمكين، ولكننا مطالبون بالعمل.



أيها المسلمون.. لقد نال سيدنا ياسر أجر التمكين حينما استشهد على رمال مكة تحت سياط التعذيب، وقد نالته أيضًا زوجه سمية- رضي الله عنها- وأخذ ثواب التمكين مصعب بن عمير- رضي الله عنه- وقد استشهد في أُحد ولم يرَ التمكين.



فما علينا إلا أن نعمل ونبذل أقصى الجهد فإن تحقق التمكين في حياتنا فتلك أمنية تتوق لها نفس كل حر يريد أن يعيش ويموت في ظلِّ منهج الله، وإن لم نره في حياتنا فحسبنا أملنا أن نُحشر مع سيدنا ياسر وسيدنا مصعب- رضي الله عنهم أجمعين- فليؤدِّ كل منا واجبه.



أيها المسلمون..

لقد مر اثنان وستون عامًا على احتلال الصهاينة للمسجد الأقصى.. فلا تيأسوا من تحريره واسترداده، فقد حرره صلاح الدين ومَن معه بعد أكثر من تسعين عامًا من احتلال الصليبيين له، ولكن إلى العمل والسعي من أجل تحقيق ذلك، وليؤدِّ كل منا واجبه ودوره، ولنوظف كل الإمكانات من الفن والأدب والعلماء والمفكرين والشعراء والإعلام والتعليم ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾ (الإسراء: من الآية 51).



وهكذا أيها المسلمون الطريق للإصلاح والتغيير هو أن نُغيِّر ما بأنفسنا.. ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 11)، وحين نُغيِّر من أنفسنا ونصلحها سيعيد التاريخ نفسه ويُولي الله علينا أصلحنا الذي يقود الأمة بالتقوى والصلاح إلى ما فيه عزتها وكرامتها ومجدها.



اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وألَّف بين قلوبهم، وانصرهم على عدوك، وعدوهم واهدهم سبل السلام، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وجنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللهم عافهم واعف عنهم، وأصلح بالهم وفرِّج كربهم وانصرهم على عدوهم.



اللهم وحِّد شملهم واجبر كسرهم وكثرهم من قلة، وارفعهم من ذلة، وأغنهم من فقر، وعلمهم من جهالة، واهدهم من ضلالة، اللهم عجِّل لأوليائك المسلمين العافية والنصر والتمكين فوق كل أرض وتحت كل سماء في العراق وفلسطين وأفغانستان وسائر بلاد المسلمين، اللهم إنهم جياع فأطعمهم, عطاشى فاسقهم, عرايا فاكسهم, لاجئين فآوهم, خائفين فأمنهم, غرباء فردهم, فقراء فأغنهم, ضعفاء فقوهم, قليلين فبارك في جمعهم.



اللهم أقم بهم الاسلام واجعلنا لهم خير معين ولاتؤاخذنا بما فعل فيهم يا أرحم الراحمين، اللهم ثبت أقدامهم وأنزل السكينة على قلوبهم، ووحِّد كلمتهم وانصرْ مَن نصرهم واخذل من خذلهم، واجمع كلمتهم على الحق.



اللهم أهلك الكفرة والمشركين واليهود وأعوانهم، اللهم فرِّق جمعهم وشتت شملهم وزلزل الأرض تحت أقدامهم واقذف في قلوبهم الرعب، اللهم عليك بهم وبكل مَن ناصرهم, وكل مَن عاونهم وكل مَن أيَّدهم وكل مَن سكت عنهم، اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا، ولا تغادر منهم أحدًا, اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك اللهم نصرك الذي وعدت، اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك راغبين صابرين محتسبين مقبلين غير مدبرين في غير ضراء مضرة بعد طول عمر وحسن عمل ولا دين علينا أو حق لعبادك، وبلغنا منازل الشهداء.



اللهم إنا نسألك تحرير المسجد الأقصى, اللهم أعده إلى حوزة الإسلام، وحرره من الغاصبين، وأخرجهم منه أذلةً صاغرين, وارزقنا فيه صلاةً مباركةً غير خائفين إلا منك آمنين منتصرين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نعوذ بك من شرور أعداء الإسلام، وندرأ بك في نحورهم، ونستعين بك عليهم بحولٍ منك وقوةٍ يا أرحم الراحمين، اللهم رد كيدهم في نحورهم, واجعل تدميرهم في تدبيرهم, وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم الظالمين, ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.



اللهم مَن أراد المسلمين بسوء فاشغله في نفسه, واردد كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره واشدد عليه وطأتك واقدر له أسوأ المصائر، اللهم أعز الاسلام والمسلمين وأذل الكفر والكافرين، وأبرم لهذه الأمة أمرًا رشدًا يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك , ويُؤمر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر وتعلو فيه كلمتك, ويحق فيه الحق ويزهق فيه الباطل, ويؤخذ فيه بأمرك ويُعطى فيه بحكمك حتى تتم نعمتك وتعم رحمتك ولا يبقى معبود سواك.



اللهم إنا نشكو إليك غلبة الأعداء وتفشي الداء وتحكم الأهواء وتخاذل العلماء، ونزول البلاء بعد البلاء وغربة الإسلام وأهله، اللهم فاجمع شتات أمرنا، وألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، وأهدنا سبل السلام، واجعل ما نزل بنا من البلاء رحمةً لا نقمة، والطف بنا جميعًا فيما جرت به المقادير، اللهم اردد لنا الكرة على أعدائك, ووفقنا إلى موجبات نصرك، وأنزل علينا سكينتك، وأمددنا بعونك وتأييدك، اللهم حكِّم فينا شريعتك وأعد إلينا الخلافة الراشدة.



اللهم لا تبدل نعمتنا ولا تغير عافيتنا، واحفظ علينا ديننا وأمننا وأخلاقنا وحرماتنا ومقدساتنا ولا تُسلِّط أحدًا من خلقك علينا بشيء لا طاقةَ لنا به، اللهم أصلح ذريتنا وأزواجنا وأرحامنا وجيراننا وأمتنا، اللهم اجعل عملنا عملاً صالحًا ولوجهك خالصًا، ولا تجعل فيه لأحد شيئًا، اللهم أعنا على فك الحصار الظالم عن إخواننا في فلسطين، اللهم آمين آمين.


تعليقات

1 - أضيف بواسطة : أبو آيه ، مصر في 28/06/2010
إن المرحله السابقه للحملات الصليبيه تميزت بالإضافه لما ذكرتم بكثرة المظالم التى تعرض لها أفراد الشعب من قبل الطغمه الحاكمه بالإضافه لفساد هذه الطغمه مما جعل البلاد مهيئه وغير محصنه ضد قدوم المحتلين وهم حينئذ الصليبيين الجدد وما أشبه اليوم بالبارحه ولاننسى فلتة لسان بوش الإبن قبيل احتلال العراق سلمت يداكم وتقبل الله

2 - أضيف بواسطة : ابواحمد ، السعوديه في 28/06/2010
بورك فى قلمك وفى لسانك وفى نصحك وهدى الله امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لهذا المنهج الذى لا عزة لنا بغيره وليت مفكرينا وكتابناواعلاميينا يدركواالدور العظيم المنوط بهم فى ايقاظ امتنا ويدرك المربين والمدرسين ادوارهم فى تربية امثال صلاح الدين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ikhwanonline.com
 
فتح بيت المقدس وطريق الإصلاح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ميت على  :: القسم الاسلامى :: منتدى الدروس والخطب والمحاضرات-
انتقل الى: