يجيب عنها الشيخ / عبد الخالق الشريف

1- انتشرت في الفترة الأخيرة عملية شراء الأصوات في الانتخابات.. فهل يجوز أن يشتري الناخب بعض الأصوات، وماذا لو وصل للحكم عن طريق شراء الأصوات أو عن طريق التزوير؟

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد

يحرم شراء الأصوات في الانتخابات، وهذا النائب الذي سينجح بالرشوة ماذا ينتظر منه من خير لهذه الأمة، مثل هذا المرشح سيكون وبالا عليها، فإما أنه قد دخل ليعلي كلمة الله، والمزور والراشي لا يصلحان لإعلاء كلمة الله، وإما أنه دخل لتحصيل منفعة دنيوية أو لحماية نفسه من فساد هو قائم عليه، فمثل هذا عندما سينتخب لن تشبعه أضعاف أضعاف ما دفعه من الرشوة، وأما الفساد الذي سيقوم به فحدث عنه ولا حرج، هذا الإنسان عاص لله ومرتكب كبيرة من الكبائر بل كبيرة شنيعة وسيكون يوم القيامة من النادمين.

*****************


2- ما هي الصفات التي يجب أن يراعيها الناخب في مرشحه؟ وماذا إذا صعب عليه الاختيار؟



بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

من الواجب على المسلم أن يبحث في المرشح الذي يريد أن ينتخبه عمن يعينه أن يقيم الحق في الأرض بأن يتصف هذا المرشح في برنامجه الانتخابي في مثل بلاد المسلمين عامة على إقامة شريعة الإسلام ومنح الحرية التي لا تؤدي إلى فوضى لعموم الشعب، ولا ينظر على أنها منة منه على الأمة وأن يقيم العدل بين أفراد الأمة بالمساواة الحقة.



ولا بد أن يحمي اقتصاد الأمة من الغاصبين والمحتكرين والفاسدين والذين يسرقون أموال الشعب ويحافظ على أعراض الأمة بحمايتها مما يحدث فيها من فساد أو إفساد أو اختلاط فاسد أو عري، ويحمي نسل المسلمين بحسن النشأة والتنشئة على تقوى الله، ويؤدي إلى إعمار بيوت الله، ويعطي المحتاج، ولا يأخذ من مال المسلمين لنفسه في هذه المواكب المسرفة والخيلاء الزائد والحفلات الماجنة والحراسات الزائدة كل هذا من بيت مال المسلمين فيضيعه.



وبالجملة ينتخب من يرى أنه سيكون خادما عند الأمة وأجيرا عندها وقائما على حماية دينها ودنياها وفق شرع الله، مدركا أن وظيفة الإنسان في الأرض هي الاستخلاف وعمار الدنيا بالدين، هذا ما يجب أن يكون في المرشح الذي نختاره في جميع الانتخابات في البلديات والمحليات والشورى ومجالس الأمة أو الشعب وكذلك في الرؤساء.



أما إذا لم يجد المرشح هذه الشروط فعليه أن يتوخى أقربها إلى الحق.

والله أعلم.
***********************




3- ما مدى التزام المرشح ببرنامجه الانتخابي في نظر الشرع؟



بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخ يسأل عن مدى التزام المرشح ببرنامجه الانتخابي في نظر الشرع، وهذا السؤال له أجزاء:



الجزء الأول: إذا كان قد التزم بإقامة فريضة إسلامية أو واجب إسلامي فأصبح فرضا عليه أن يقيمه، فلو كان قد التزم مثلا أن تكون الشريعة الإسلامية هي مصدر القوانين فأصبح واجبا عليه أن يعدل كل القوانين وفق الشريعة الإسلامية في أسرع وقت ممكن، وإذا كان مثلا قد تعهد أن يحارب الفساد واللصوص فأصبح واجبا عليه ذلك أيضا.

الجزء الثاني: إذا كان قد التزم بأمور مندوب إليها فأصبح عليه أيضا أن يقوم بهذا الأمر الذي ندب الشارع فعله ولا يتراخى في مثل ذلك.



الجزء الثالث: أما إذا كان قد تعهد بأمر محرم حرمه الشارع فيصبح حراما عليه أن يفي به؛ لأن المحرم يجب ألا نسعى لإقامته.



الجزء الرابع: أما إذا كان هناك أمور تعهد بإقامتها ثم تبين من دراستها العلمية أنه يترتب عليها ضرر فعليه أن يبين السبب للأمة ولا يقيمها؛ لأن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار".



الجزء الخامس: وتبقى الأمور المباحة هو مطالب بالوفاء بالوعد فيها، ومما سبق بيانه مما ليس محرم ولا ضرر فيه من باب قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود"، وبرنامج المرشح يعتبر بينه عقد بينه وبين الأمة.
والله أعلم