إلى الشيخ ياسين ..

إلى الشيخ ياسين .. كيف سجنتهم دهراً؟! شعر : مسعود حامد

لا تغادر يا حبيباً آثر البعد سبيلاً لن قليلاً واستمع يوم تناجيك الأماني بقلوب شاخصات ووفاء لا يحاصر لا تغادر صبرنا ليل من الأشواق شاق خيمت فيه سماء كلما تهفو إلى الإشعاع ينأى نجمها عنها ويغشانا أفولاً لن قليلاً واعطنا درساً بطولياً طويلاً قل لنا شيئاً عن الإسراء والمعراج زد في الدرس طولاً رش تلك الأرض بالأذكار والألغام ضع زيتاً وزيتوناً وناراً وفتيلاً قل ما شئت يا شيخ ولكن لا تغادر إنها تومئ من خلف الخمار بمواعيد حبار حينما يغفل جندي الفنار غير أن الريح تغزوه صباحاً وعشياً لا تذره إنه يحتاج شمساً وروياً إنه يحتاج ماء منك كي يروي الذبولا فتعال .. مل عليه لن قليلاً كيف ترعاه صغيراً وتغادر لا تغادر ها هنا في هذه الأرض ولدت وهنا من سلم القدس صعدت إيه، هل تذكر..؟ ياما .. أنت ياما كنت تلهو بالغبار يعتريك الجوع لا تخشى من الذئب الذي حطوه في الحارات تجري لفؤاد الأم يا لتلك الأم كانت تغذيك البخارى وهنا كنت تغني كنت تغني أقبل الفجر ولاحت من ثناياه البشائر وأتينا يا محمد وجناح الشوق طائر هل تذكر أخي تلك الدفاتر؟	لا تغادر إنما مجدك يا شيخ هنا في حفرة السجن اليهودي قل لهم: من أنت؟ كيف سجنتهم دهراً؟ وعريت القياصر لا تغادر صاعد رمزك من ترب بلادي في انفجارات المريدين وفي الأسواق والطرقات وفي تلك الكتاتيب التي تدعوك عند المسجد الأقصى وفي أزّ المنابر ما يفيد الكون -إن يبدو فسيحاً- دونما دفء مريد أو شهيد دون أصحاب وأهل وعشائر؟ هل يصير الكون -دون الناس- إلا كالمقابر لا تغادر أو تجالس كل خوّان وخائر لا تصدقه فما ذاك بثائر هدّ عش الحلم في بضع سنين لا له أمر مهين أن يهد العش طائر فابتعد عن بيته فوراً سوف تشعل جسمها -ياسين- كي تأتي إليك تشتهي بسمة من شفتيك فانتظرها لا تغادر غرسك الطالع ما زال ندياً لا تغادر ما الذي أغراك بالترحال للأرض البعيدة؟ هل هكذا الوطن الحر استفزته حدوده؟ هكذا بالسهل يجرح القلب وريده؟ أيها الياسين صبراً لا تبادله صدوده فذاك البيت مشحون أعاصير ومحفوف مخاطر وتعال لا تغادر عد لنا كي تكمل المعنى وتصطف البشائر

رحم الله شهيد الفجر الشيخ ياسين