صراعُ الماضى ..والمضارع .. والأمر

بقلم : أحمد الحارون _تلبانة _ المنصورة




وأراد العمُ كانون أن يغادرَ أوراق َ التقويم ِلأخيه يتردد فى الأسماع ..... الكلُْ جداً مشغولٌ ... حفلاتُ ميلادٍ على أعتابٍ .... وخليجى لا أعرف كم ؟.....يأخذنا ... يخطفنا ... ونجهز رايات الاستسلام...بتعصب غفن ٍ...بالخيبة.

,امتحاناتُ الأولادِ تدقُْ البابَ ....لنعلمَهم كيف الغشُْ ...؟.فينشأ كلٌْ مثلُ أبيه......فجأة سمعنا ...صرخات...آهات...



الحق اجري....لغة ُالضادِ....تبكى تنادى.....بنتى هنادى...سألنا .....قالت :صبأ الأولاد....جحدوا الأعداء..... يا هوه



يريدون توزيعى على البنتين.....يا أتشق اتنين ....يا أروح يا أخواتى.....دار أيتام وألا مسنات.

وربتُْ على أكتافها .... هدأت.....أخذتها النشوة.....هات.....هات...نظرت إليها أغازلها..مؤنثة هى...وقلت لها:أنت أمُْ اللغات....لغة القرآن.....لغة الجنات....ردت بتأفف....أنتم يا .....ليس لكم إلا فى الغزل ِ والنساءِ .



أخذت ُ بنقطتها حتى لا يلمس إصبع منى نهديْها....فأنا مازلت على وضوءٍ.



أردتُ معاتبةَ الأولادِ....هذه أمكم التى....ولم أكمل وانفجر الكلُْ يندبون حظوظا...ما لنا وسجن النحوِ والبلاغةِ والإملاءِ؟



هل كُتبَ علينا أن نحيا فى أصمعى وعنترة والزجاج ؟ كفانا معلقات فقد تُهنا فى الخليل ويافا والمقفع والحجاج .



نريد أن نغادر ابن جنى ونذهب للجنيات.....طرقت بيدى ....لابد من عاجلةٍ قمة....نتصالحُ...نتشاورُ.... ننقذ غزة لغة الضاد...وبسرعة طار الخبر فى كلِْ الأوساطِ....وأوسطنا أفضل من تهتز.....وهناك فى جزيرة وراء الأفق ....لا ترى مكانها على خريطةٍ إلا بالكاد...الكل يهرول ....حركات ٍومواقفَ تصورها العدسات .



...وقفت همزة توحى بلمزة....أنا أنا أصلُ الأخطاءِ....والكل يبحثُ عن كرسي ٍْ يتسع ُ لسمنةِ أوداجه ويغطُْ فيه بسباته.....والحال ُ غير بعيد ٍ منصوباً ... بل مشنوقاً ....يتأوه ينزف....فلا احدٌ يأبه.



....وهناك نسينا مفعولاً.... لأجلِ الأمةِ ....محصوراً ...يجوع ينادى....عل صيحاته قد تُسمع.



وعلى مكثٍ وتدانى ....أصوات شعوبٍ تمييزاً ... وقفت تمثالاً منصوباً تستجدى عطف الذل مزيداً فهى فيه ومنه لا تشبع.تتنفسُ مراحيضَ هواء.



....وقبل انعقاد القمة...نسمع طرقاتٍ على منضدة الكذب ِ...تستر عوراتٍ ظاهرةً ....وتقول: سكون..تنتبه المسكينةُ سكونٌ مذعورة .... فهى دوماً على الأفواهِ دائرةٌ بل خاتمةٌ....أو تقرضُ ألسنةً كالدودة. فى الأمر ِ تراها تستفحل...بل تستعجل قانون َ طوارئ ممدودأ



....وعلى بابِ خيمةٍ ...فى برارى..تنطقُ بجهل ٍ وجوارى... وقفت حروفٌ ناسخةٌ ...لا لا بل منسوخة لا تسمع من فِيها .... فتفهم .



وتصدرَ بعد سكون ِ المجلس ِ أصلُ الحركاتِ :

....الضمةُ قالت: من منكم يحظى بمكانتى , أدل على الفاعل ...والفاعلُ من....يكدح...يتعب...يحرر ويحارب ....وله السبقُ فى الغزواتِ...حتى فى الفعل ِ ظاهرةٌ, لا أحتاجُ مساعدةً من حرفٍ أو نفطٍ أو ريالات ....من غيرى منكم يجرؤ أن يدخلَ على .. نستنكرُ....وندينُ....ونشجبُ....وقف نائبها ألف ٌمنتصباً ...منتشياً ووراءه واوٌْ متورمة الوجنات .



.....الفتحةُ قالت :وأنا للنصبِ علامةٌ....وبدونى لا سلطةٌ ولا رؤساءُ ....ولا أمراء ....وتنوب عنى ياءٌ معوجة توحى بنتائج انتخابات ..... وكذلك حذف النون يدل على حذفِ العامةِ من أذهان ِالأمراء...وفى الماضى أنا أظهر ...ألا يكفى أن تنطق ...انتصرَ صلاحُ الدين فى حطين....كانت عين جالوت.....ونست...لا بأس فأنا لم أتعلم من التاريخ...وفى الحديث النبوى ...قالَ رسولُ الله:...من منكم يا حركات حظىَ بمكانةٍ كهذه ... أنا رمز الزمن الجميل ..... كان وكنا والنعرات .



.....والكسرة جاءت مكسورةُ الخاطرِ على استحياءٍ قائلةٌ : قاتلكم الله ألست منكم غير أنى أسفلُ الخريطةِ أقصد أسفلُ الكلمات ....وأنا أتعب ُ وأجرُْ كل الأشياء ....وأنا صنو الفتحةِ ينوب عنى السحل أسفة .... الحذفُ والياء....أنا رمز الفقراء ِ مكسورى الإرادة ِ مسلوبى الجنان .... أنا الكسرةُ يشتهينى كل الرؤساء ِومعاول ُالهدم ِ والتحرر والتبعية فى أيديهم من اختراعى متى أشاء ..... فتحينت الأسماءُ الخمسةُ الفرصةَ وقالت فى خبث ودهاء : ولماذا لم يُكسَرُ لغزة حصارٌ حتى الآن ؟ ردت كسرة من الكسرات ... غزة ممنوعة من الصرف ...قصدى من الكسر ..... وفيها حماس ٌ زائدٌ جاء بشرعية .... لا غشٌ ولا تزوير ولا إرثيات ....فلابد من استئصاله إما بالتجويع .....أو بالمعونات...وصناديقَ ريالاتٍ مختومة بعدم الصرف ...... ونحن ننتظر حتى تُهدم ثم نعقدُ للاعمار ِ مؤتمرات.



_ وفجأة دوى فى القاعةِ صوتٌ مبنىٌْ للمجهول ِ ... بلغة غير الضاد يقول :



اللغةُ فى تركيب الأمة ِ... كعصير الشجرة ِ وعقلها الخفى... لا يُرى ولكن الشجرةَ كل عمله ... تخلقُ فى الوطن ِ معنى الأهل ِ والدار ِ...ويا أيها الماضى لا تمنن تستكثر أنت وفتحتك على أخواتك الحركات ... بأن كنت فى حديث رسول الله.....قال الرسول ... فاعلم يا هذا بأنه .... قال وجسد وفعل ... فينشأُ للأمة ِ كيانها الروحى الذى يستمدُ قوته من ذاته .. لا من غيره ...لا من معونات...فعمق اللغة ِ تعنى عمق الروح ِ .... والخلقُ يجعل الأمةَ طبقةً واحدةً على اختلاف مظاهرها ... يخلق فيها ضمير الشعب الذى يحكمه....خلقُ الأمة ِهو بنيانها فإذا اختل اختلت هندستها الاجتماعية وتصبح ...مفعولة...آيلة للسقوط.....فأفسحوا المجال لذوى الضمير الأبيض بحماسهم الملتحى بالصدق ِ.... ومعهم ألف الاثنين وواو الجماعة.فدوى المجلس ...الله الله ... هذه والله خلاصة ... بحماس ٍ صارت رصاصات .



وتناثرت قبلاتُ النفاق ِ..... وأحضانُ المصالح ِ.... وتعانق المختلفون .... وجاءت بحور الشعر غير الموزونة وتفعيلاتها المكسورة .... لتدق الأوتاد ... وتصور بالعدسات كلماتها المنتفخة .... كانتفاخ من يصورونهم ...



وانفض المجلس وتركوا أمة الضادِ فى سباتها العميق .... تسمع لشخيرها زفير وشهيق .... وبيدها تتثاءب



لتذب ذبابة ...

وقفت على..... فِيها.



*************

أحمد الحارون_تلبانة_المنصورة