دماء صيام.. زيت القادة على نيران المقاومة

دماء صيام.. زيت القادة على نيران المقاومة

[23:38مكة المكرمة ] [15/01/2009]

وجه الشهيد سعيد صيام يظهر آثار الغارة العنيفة التي استهدفته

تحقيق- حسن محمود:

سطَّر الشهيد البطل الوزير سعيد صيام القيادي بحركة حماس بدمائه نهايةً طبيعيةً ومشرقةً للقائد المقاوِم الذي يوجد في الخنادق ويعيش حياة أهله تحت العدوان الصهيوني، ويقدِّم المثل والقدوة لملايين المسلمين الذين يهتفون بالانتقام ويطلبون الشهادة ويتمنَّون الجهاد في أرض الرباط في فلسطين.

ذهب الشهيد صيام أول وزير داخلية في أول حكومة إسلامية منتخبة في العالم وتركنا نحن نراقب لحظات ارتقائه، ونشاهد أشلاءه الممزَّقة، وتتقطَّع قلوبنا كمدًا على رحيله، ونرفع أكف الضراعة أن يَهِبَ لغزة صمودًا أكبر وعزةً أكثر، وأن يُسدِّد خطى مجاهديها ويقوِّيَ ضربات مقاوميها.

(إخوان أون لاين) استطلع آراء العديد من الرموز المصرية الذين أكدوا أن دماء صيام ستكون لعنةً على الكيان الصهيوني وسيدفع ثمن جريمته، وستكون هذه الدماء مدادًا لمواصلة اشتعال المقاومة ومواصلتها صمودها في ميدان الردع.

تهنئة قلبية

د. عصام العريان

في البداية قدَّم الدكتور عصام العريان القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين التهنئة إلى شعب غزة وإلى المقاومة الباسلة على استشهاد قادتها الكرام، مؤكدًا أن دماءهم لن تذهب سُدًى، وستكون سبب العزة والتحرير.

وقال د. العريان: "إن دماء القادة الشهداء تُنير طريق الصمود والتضحية والفداء للشعب الفلسطيني الذي اختارهم الشعب، لا لمناصب أو كراسي، وإنما اختارهم لأنهم أهلٌ لذلك، واختارهم ليتقدَّموا صفوف المقاومة قبل جنودها.

وأضاف العريان أن الشعوب تُقاد بالأفعال لا الأقوال، وقادة حماس أفعالهم تسبق أقوالهم، وسعيد صيام ومن مضَوا على درب الشهادة خير دليل على ذلك.

ووجَّه العريان رسالةً إلى شعب غزة؛ قال فيها: "يا من تُعلِّمون العالم كيف تكون الحياة.. اصبروا وصابروا ورابطوا، واطلبوا الموت توهب لكم الحياة؛ فالموت في سبيل الله خيرٌ من أن نعيش أذلاء، ونتمنَّى أن نكون معكم في ميادين القتال، والملايين من خلفكم يؤازرونكم ويقفون من خلفكم ويصدون عنكم".

وأكد العريان أن هذا "هو طريق الإخوان وطريق دعوة الإسلام المباركة التي تربَّينا وتعلَّمنا في رحابها"، مشيرًا إلى أن قادة حماس ليسوا من الذين يختبئون أو يُطأطئون رءوسهم، ولكن من الذين يتقدَّمون ميادين المعارك ويقدِّمون دماءهم في سبيل تحرير وطنهم.

قوة وصلابة

ويقول الخبير العسكري الفريق يوسف عفيفي قائد الفرقة 19 في حرب العاشر من رمضان المجيدة: "إن رحيل الشهيد صيام سيزيد المقاومين قوةً وصلابةً؛ لأن هؤلاء الشهداء قدوةٌ يتمثَّلون بهم"، مضيفًا أنه عاشر اليهود طوال حياته، ويعرف أنهم جبناء، وأن ضربةً مثل هذه ستجعلهم يخشون الرد بصورةٍ كبيرة.

ويشدد على أن الشهيد صيام سيخرج من بعده عشرات من أمثاله؛ يدافعون عن كرامة الأمة وحقوقها أمام هؤلاء اليهود، مؤكدًا أنه لا داعيَ للقلق على المقاومة؛ فهم رجال يحبون الموت كما يكرهه اليهود.

ويلفت الانتباه إلى أنهم في حرب العاشر من رمضان كان الله معهم، والعدو أمامهم، وسقط العديد من زملائهم شهداء، ولكنهم جميعًا كان لهم هدف واحد هو ردع العدو الصهيوني وقهره وإحراز النصر أو الشهادة.

مؤسسة لا فرد

ويؤكد المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض ورئيس الحملة الشعبية لفك الحصار، أن الأمة أمام مؤسسة مقاومة لا فرد مقاومة، وهي قادرة على مواصلة جهادها ونضالها ضد الكيان الصهيوني.

ويضيف: "حُزننا على فقد الشهيد كبير، ولكنه فَقْدٌ لن يفُتَّ في أملنا في الله، ثم في رجال المقاومة، فإما نصرًا وإما شهادة".

ويشدد على أن فقْدَ المقاومةِ مجاهدًا سيجعلها تدفع بالآلاف من هؤلاء المجاهدين؛ يلقنون العدو دروسًا جديدة في الحياة.

دعوة خالدة

سيف الإسلام حسن البنا

ويبدأ سيف الإسلام حسن البنا نجل الإمام الشهيد والأمين العام السابق لنقابة المحامين نعيه بالآية الكريمة: ﴿مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ﴾ (الأحزاب: من الآية 23)، مضيفًا أن الشهيد سعيد صيام هو أحد هؤلاء الذين صدقوا ورابطوا وصابروا وجاهدوا واستجاب الله لطلبهم الشهادة فنالها في ليلة طيبة على أرض مباركة في معركة فارقة، وسيُبعث يوم القيامة شاهدًا على وضعنا وشهيدًا في سبيل الله.

ويؤكد أن العبرة التي نقف معها مع ارتقائه- رضوان الله عليه- هي أن هذه الدعوة التي أسَّسها الإمام البنا علَّمت القادة أن المسئولية تضحية، وربَّت الجميعَ على التضحية في سبيل الله، ولم يكن شعار "الموت في سبيل الله أسمى أمانينا" شعارًا فحسب، بل واقعٌ ينفِّذه القادة قبل غيرهم.

ويشدد على أنه رغم انفعاله وتأثره الشديد بافتقاد الشهيد الراحل، إلا أنه يشعر أن هذه الأمة ستنتصر طالما وُجدت فيها هذه الروح، وطالما وُجد فيها هؤلاء الرجال الذين أثبتوا أنهم أحياء، والباقي الذين رفضوا الجهاد هم الأموات.

قادة حقيقيون

ويؤكد محمد عصمت سيف الدولة المهتم بالشأن الفلسطيني أن "هؤلاء هم القادة الحقيقيون للأمة الذين يدافعون عنها ويُستشهَدون في سبيلها ويكونون بين أهليهم في مقدمة الصفوف، ولا يطلبون لأنفسهم مالاً ولا جاهًا، ولا يُولُّون العدو الأدبار، ولا يحكمون بالحديد والنار".
ويشدد على أنه ينبغي للمسلمين أن يفخروا بالانتماء إلى أمةٍ فيها مثل هؤلاء الرجال، ويتعاهدوا على ألا تذهب دماؤهم هدرًا.

نهاية طبيعية

ويرى المهندس يحيى حسين رئيس حركة "لا لبيع مصر" أن استشهاد صيام نهاية مُشرقة وطبيعية تليق بحياة مشرقة ومجاهدة، مشيرًا إلى أنه حلقة في سلسلة طيبة من سابقيه ولاحقيه من الشهداء من هذا الشعب الفلسطيني المرابط المصابر في هذه البقعة الطاهرة في فلسطين.

ويلفت الانتباه إلى أن هؤلاء المجاهدين في وجه العدو الصهيوني هم أنبل وأطهر أفرادٍ في الأمة في هذا العصر، موضحًا أنه يغبط الشهيد على المكانة التي استحقَّها بقوله تعالى: ﴿فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاً وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى﴾ (النساء: من الآية 95).

ويؤكد أن الشهيد الراحل الآن في خيرٍ، بينما المشكلة فينا الآن؛ فهم يدفعون ضريبة الدماء اللازمة للحصول على الحرية، وهم دليلنا إلى النصر؛ فلا حرية تُوهب، بل تُنتزَع انتزاعًا.

لعنة

ويؤكد الدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد لحزب العمل أن استشهاد الفقيد هو لعنة كبيرة؛ ستطال الكيان الصهيوني وقادته حتى زوال الاحتلال، مشددًا على أن الشيخ المجاهد أحمد ياسين ارتقى شهيدًا ومن بعده الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ومن بعدهما العديد من القادة، ولكن المقاومة ما وهنت وما ضعفت وما استكانت.

وطالب المقاومة بتلقين العدو درسًا موجعًا خاصًّا بالشهيد صيام، ودَفْعه إلى الفرار مذعورًا من غزة كما فرَّ من لبنان أمام رجال المقاومة.

وشدد على أن صيام هو قائد حقيقي لم يعرف النفاق وموالاة الأعداء، ولم يضع يده في يد العدو، ولم يُقبِّل العدو في وجهه ولم يمسك يده ويضحك في وجهه ويحرص على حياته كما يفعل القادة الآخرون.

اسال الله ان يتقبله فى الشهداء