algwely
عدد الرسائل : 1538 العمر : 54 المزاج : لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به تاريخ التسجيل : 17/07/2008
| موضوع: ماذا بعد الغضب الشعبي؟! الأربعاء 14 يناير 2009, 12:00 am | |
| ماذا بعد الغضب الشعبي؟! [14:31مكة المكرمة ] [13/01/2009] بقلم: جمال ماضي
جمال ماضي انطلقت وتنطلق في جميع العواصم مسيرات الغضب التي لن تنتهي إلا بانتهاء العدوان المجرم على أهلنا في غزة, وتوقف التواطؤ المتآمر على غزة، ورغم استخدام الأسلحة المحرَّمة على الأطفال والنساء والمدنيِّين الأبرياء؛ فإن صمود أهل غزة لدليلٌ واضحٌ على فشل الصهاينة من ناحية, وصواريخ المقاومة التي ترعب الكيان الصهيوني ما زالت تضعه في مأزق حقيقي من ناحية أخرى.
كل ذلك رغم أن الأمم المتحدة اتخذت قرارها أخيرًا بعد طول تأجيل بوقف العدوان، مع رفض الصهاينة في تنفيذه، بل والتمادي في مذابح جديدة.. إذن فلسنا في حاجة إلى الأمم المتحدة؛ التي أصبحت ألعوبةً صهيونيةً, والتي أصبحت محطَّ سخرية بوش, حتى في آخر لقاء صحفي له, قبل تركه البيت الأبيض إلى الحياة السوداء بإذن الله كمجرم حرب ومرتكب حروب إبادة جماعية!.
ومع تواصل الغضب الشعبي لم يتصدَّ لهذه الغضبة إلا القوات الصهيونية والمصرية وقوات السلطة في رام الله.. إذن لسنا في حاجة إلى الصهاينة, ولسنا في حاجة لأنظمة هشَّة تقمع الصوت الحر؛ بل إني أقترح الإرسال الفوري لهذه القوات إلى غزة؛ للدفاع عن الأوطان ووقف المذابح! إن كان لديها بقية من بطولة!.
ومع كل هذا الغضب المتنامي يخرج أولمرت على العالم, متحديًا شعوب العالم بعد اجتماعه مع مجرمي حربه, معلنًا مواصلة المذابح التي صعقت الأطباء الذين سُمح لهم بدخول غزة مؤخرًا.. إذن فلسنا في حاجة إلى التمسك بأوهام السلام مع المعتدين, بل يجب إنهاء كافة الاتفاقيات وكأنها لم تكن!.
هذه الشعوب التي خرجت مخلصة دون منغصات أمنية على الأغلب- إلا القليل المشارك في الاعتداء- مطالبة بالجهاد والمقاومة.. إذن لماذا لا تتحرك جيوشها ومعهم المتطوعون استجابةً للمطالب الشعبية؟ ولماذا لا تفتح مكاتب التدريب العسكري والسماح لهم بالانخراط في صفوف المقاومة؟ وهو الأمر الذي ما زالت تجهر به شعوبنا العربية والإسلامية.
في القدس يبلغ عدد المصليين في رمضان 300 ألفًا، وفي جمعة الغضب لم يسمح الصهاينة الذين يدنسون المسجد الأقصى إلا لأربعة آلاف فقط, فلماذا لا يتحرك العالم الإسلامي بملياره والنصف لاسترداد المسجد وتحرير القدس الأسير؟ هل نسينا مقدساتنا؟
لقد اتجهت الغضبة الشعبية نحو سفارات الصهاينة وبعضها للسفارات المصرية, معلنةً عن رفضها للمذبحة والتواطؤ معها، رغم ما قابلها به الأمن من عنف واعتقال.. إذن فلسنا في حاجة إلى تصديق ما يصدِّعون به رءوسنا من نجاح السياسة الخارجية؛ فالمشهد أقوى من الكلام، والتصريحات مهما كانت بلاغتها تفضحها شواهد المأساة.
هذا الاستمرار في الغضب الشعبي لن يتوقف مع استمرار التصاعد المجنون في تحويل غزة لمختبر للأسلحة المحرمة.. فلسنا في حاجة إلى هذا الإعلام المهزوم الفاسد المفضوح في بث التشكيك، ومساعدة المعتدين ومحاولاته اليائسة في كسر المقاومة!.
وفي الوقت الذي يتواصل فيه الغضب الشعبي لوقف المذابح تبحث سلطة دايتون إعادة الإعمار وإيواء أهل غزة, وكأنها قد سلمها الصهاينة سلطة غزة على جماجم الأطفال وأشلاء النساء والمساكن المحطمة والمساجد المدمرة والحياة المنسوفة.. أنتم الساقطون؛ فلسنا في حاجة بعد اليوم إلى العملاء والخونة والمنافقين, ولو كره المجرمون!.
فماذا بعد الغضب الشعبي؟
بعد الغضب الشعبي غضب شعبي, حتى تتحول هذه الحقائق إلى عمل:
- لسنا بحاجة إلى الأمم المتحدة.
- لسنا بحاجة إلى أنظمتنا الهشة.
- لسنا بحاجة إلى أوهام السلام.
- لسنا بحاجة إلى التمسك بالاتفاقيات مع الصهاينة.
- لسنا بحاجة إلى قواتنا المسلَّحة إن لم تدافع عن الأوطان.
- لسنا بحاجة إلى وجودنا إن لم نحرر المقدسات.
- لسنا بحاجة إلى السياسة الخارجية التي فشلت.
- لسنا بحاجة إلى إعلامنا المهزوم المعتدي المتواطئ مع الصهاينة.
- لسنا بحاجة إلى عباس وأشباح دايتون في رام الله.
- لسنا بحاجة إلى العملاء والخونة والمنافقين.
نحن بحاجة إذن إلى المقاومة والجهاد, ولن نحقق ذلك إلا بالغضب الشعبي؛ فإلى المزيد من الغضب؛ حتى يأتي نصر الله القريب، ويومئذٍ تفرح شعوب العالم بنصر الله.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
---------
gamalmady@yahoo.com | |
|