خطاب لم يلقه مبارك .....فهمي هويدى

فهمي هويدي

أيها المواطنون.. في حين يقبل العالم علي عام ميلادي جديد، ويودع عاماً شهد أحداثاً جساماً، فإن الأمل يحدونا أن تشهد بلادنا في مقبل الأيام والشهور ما تصبو إليه من سلام ورخاء ورفعة، إلا أن الرياح التي هبت علينا خلال الأيام الأخيرة أضعفت كثيراً من ذلك الأمل، علي نحو أعاد إلي الأذهان صفحة الصراع الدامي والخصومة المريرة التي ظننا أنها بسبيلها إلي الزوال، بعد الجهد الكبير الذي بذلناه لإحلال السلام وإعادة الثقة ومد جسور الفهم والتفاهم في المنطقة؛

إذ تعلمون أننا ظللنا طول الوقت نلوح باليد الممدودة ونعبر عن حسن النوايا، الأمر الذي دفعنا إلي توقيع الاتفاقات وتصديق الوعود تلو الوعود، التي كان من أحدثها ذلك الوعد بإقامة الدولة الفلسطينية قبل نهاية العام الحالي، وهو ما دفعنا إلي الصبر وتمرير الكثير من الهنات والأخطاء، في سبيل المراهنة علي إنجاز ذلك الوعد، غير أن ما حدث بعد ذلك لم يكن في الحسبان، فقد تم التأجيل والتسويف، حتي بلغنا أواخر العام ولم تقم للدولة المرجوة قائمة، ليس ذلك فحسب، وإنما فوجئنا بما هو أسوأ بكثير؛ ذلك أن وعد الدولة تبخر، وبدلاً منه نزلت بأهلنا في غزة نازلة أغرقت القطاع في بحر من الترويع والدماء والأشلاء، حتي أصبحت هدية نهاية العام للفلسطينيين مذبحة لا دولة، وإزاء هذه الصدمة، فإن مصر التي تعرفونها ما كان لها أن تقف متفرجة أو تلتزم الصمت.

أيها الإخوة المواطنون.. لقد اخترت هذه المناسبة لكي أصارحكم بحقيقة مشاعري، وأنتهزها فرصة لكي أصحح في الأذهان بعض الأمور الملتبسة، التي فتحت الأبواب للغط وسوء الفهم، بل سوء الظن بمصر وسياستها وقيادتها، لقد ظن البعض أن السلام الذي اختارته مصر كان استسلاماً وذلك خطأ محض، وتصور آخرون أن صبرنا ناشيء عن الضعف وقلة الحيلة، وليس عن الثقة وطول البال،

وسمعنا كلاماً كثيراً عن خروج مصر عن الصف العربي وتخليها عن دورها التاريخي في قيادة هذه الأمة، ولم نشأ في حينه أن نرد علي هذا الكلام، حتي لا يظن أحد أننا في موقف الدفاع، أو أن دور مصر موضوع للمساومة أو محل للاجتهاد، وأنا هنا أقول بوضوح إن مصر التي كانت هي ذاتها التي صارت ستظل ضمير هذه الأمة ورافعة رايتها وحارسة حياضها وفي طليعة المدافعين عن شعوبها وحقوقها وأمنها.

ولأن مصر تعرف قدرها وتدرك مسئولياتها، فإن ما جري في الأرض المحتلة كان ينبغي أن يكون له عندها وقع آخر، فليست مصر هي التي تري الدم الفلسطيني ينزف ثم تقف صامتة أو متفرجة، وليست هي التي تري أسراب الطائرات النفاثة تقصف القطاع، ولا تنتفض تضامناً مع الشعب الفلسطيني البطل وغيرة علي كرامة الأمة وشعوبها، وليست مصر هي التي تري المقاومة الباسلة تُضرب ولا تهب للذود عنها، وليست هي التي تسمع أصوات التهديد والوعيد تصدر من تل أبيب فتتراجع وتستسلم للخوف، ولكن مصر التي تعرفونها تستقبل كل ذلك بثقة وثبات، وتعرف أن عليها أن ترد، في التوقيت الذي تحدده وبالأسلوب الذي تقتنع بجدواه.

إنني أعلم أن مصر مسكونة بالسخط والغضب إزاء الممارسات الإسرائيلية في غزة، لذلك فإنه استشعاراً لمسئولية مصر ومسئوليتي الشخصية، فإنني بعد التشاور مع إخواني في مجلس الأمن القومي وقيادات قواتنا المسلحة أعلن أن صبرنا قد نفد وأن مصر بعدما أعطت لاحتمالات السلام كل فرصة ممكنة قررت ما يلي: إبعاد السفير الإسرائيلي في مصر واستدعاء السفير المصري في تل أبيب إلي القاهرة للتشاور وفتح معبر رفح علي مصراعيه أمام الإخوة الفلسطينيين في غزة لتوفير احتياجاتهم طول الوقت.. تعليق مشروعات التعاون مع إسرائيل وتشكيل لجنة لإعادة النظر في اتفاقيات تصدير النفط والغاز إليها.. إيفاد مبعوث خاص إلي سوريا لطي صفحة الخلاف بين البلدين وإعادة تنسيق المواقف بين القاهرة ودمشق والرياض.. اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الخلاف الفلسطيني ودعوة السيد محمود عباس ـ رئيس السلطة الوطنية ـ والسيد خالد مشعل ـ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ـ للاجتماع في القاهرة خلال أسبوع، وسوف أباشر بنفسي إدارة الحوار والتفاهم بينهما.

أيها الإخوة المواطنون: لقد حققت مصر عبورها في عام الحسم، وأرجو أن تكون القرارات التي اتخذتها سبيلاً إلي إعلان العام الجديد عاماً للعزة واسترداد الكرامة.. والله ولي التوفيق

عدد الرسائل : 2141 تاريخ التسجيل : 25/08/2008

بسم الله

ليته القاه

وان لم يلقيه فانت القيته

بارك الله فيك

والله المستعان

عدد الرسائل : 211 تاريخ التسجيل : 13/09/2008

يااااااااااااااااااااااه
طب ياريت
والله اتمني ان يقول هذا
واحس فعلا انه يهمه امر الفلسطينين
بس انت تريد وانا اريد والله يفعل مايريد
ليس لأخواننا في فلسطين سوا الله

عدد الرسائل : 305 تاريخ التسجيل : 24/12/2008

وفى النهاية

استيقط فهمى هويدى من النوم

واتضح انه كان ناسى الغطى

فعلا بتحلم يا هويدى