رشق بوش بـ"الجزمة" في مؤتمر صحفي بالعراق

منذ أيام كانت المفاجأة الحذائية الكبرى التي لم يتوقعها أحد، وهي أن أحد أبناء العراق الأبطال الأنقياء وجَّه إلى "بوش" فردتي حذائه في تلاحق سريع عجيب، وتفادى بوش "الفردتين"، وهو لم يصب حقيقةً، وإن أصابت الفردة الثانية قلب العلم الأمريكي في مقتل، وأعتقد أن "بوش" أصيب بجراح نفسية صارخة؛ كانت مزيجًا من الإهانة والتحقير، وكراهية الشعوب، والنقمة عليه وعلى الاستعماريين من أمثاله.

وأستطيع أن أقول في إيجاز: إن هذا الحذاء دخل التاريخ من أوسع أبوابه و"ألمعها" على الإطلاق، وعمت الفرحة كل الشعوب العربية والإسلامية وانطلقت بعض البلاد تعبر بمظاهرات ترفع الأعلام، وكأنها تعيش في عيد حقيقي؛ ضحَّت فيه بكرامة بوش؛ بعد أن عاشت عيد الأضحى الذي ضحت فيه بالخراف.

وفي جو هذا الحدث التاريخي نظمت الأبيات الآتية:

وصاح عتاةُ الغاصبين وأسرفوا

بأن العراقَ الحرَّ أقعَى وسَلما

فما عاد فيه غيرُ راض بحكمِهم

ومن آثروا عيشَ السلامةِ نُوَّما

**********

لقد كذب الباغون فالشعبُ لم يَهنْ

وظل على درب الجهادِ مُقاوما

وزاد البغاة ُ"الأمْركانُ" ضراوةً

وظلما وعدوانا ، وزادوا تحَكما

بحكام سوءٍ مِنْ عميل وناهبٍ

وليسوا عراقيين إلا توهُّما

ودعْواهُمُ كِذْبٌ بواحٌ لأنهم

على الشعب كانوا كالسعير مُضرَّما

وغايتهم إرضاءُ" بوش" فحوَّلوا

نهارَ العراق الحرِّ كالليل مظلما

رأيناهُمُ نذلا عميلا وخائنا

ووحشا نَهوما بالمناصبِ مُغرَما

وكانوا عبيدا مخلصين لِسادةٍ

هواةِ خرابٍ حولوا الأرضَ مأتما

تمادَوْا جميعا في الضلال وأسرفوا

بظلم وقهر واستباحوا المُحَرَّما

وجاء "يهوذا" باسم "بوش" مُفاخِرا

يُباهي بما أعطى العراقَ وأنعَما!!!

**********

فثرتَ أيا " زيديُّ" عصْفا مزلزلا

لترعبَ "بوشَ" الغاصبينَ وتَقصِما

نهضتَ وما في الموت شك لناهض

ولستَ تبالي حينَ تُقتل مُسلِما

فإن لم يكن موتٌ فسجن مؤبدٌ

ستلقى به التعذيبَ نارًا وعَلقما

فسددتَ نحو الكلب نعلك غاضبا

فبارك كل الشعبِ مَن هبَّ إذ رمَى

سألنا عن الرامي، فقيل لنا فتى

وقد هبَّ باسم الحق غضبان ناقما

عزيزا أبيا يرفض الذل والخنا

ويسترخصُ الروحَ العزيزةَ والدِّما

أ"منتظرُ الزيديُّ"؟ بُوركتَ مِن فتى

فقد جئت للشعب المعَذبِ بَلسَما

صحا الشرق وانجاب الأسى عن عيونه

وأصبح مِن بعدِ الأسى مُتبسِّما

فخورا سعيدا ليلُه كنهاره

وقد كان أنفُ العُرْبِ من قبلُ مُرْغَما

***********

حذاؤك ينعي حظه وهو غاضبٌ

فأضحى حزينا بالمرارةِ مُفعَما

يقول بنبر عاتبٍ: قد أهنتني

فأرسلتني نحوَ الدعيِّ مُهاجما

لذلك أخطأتُ الخسيسَ تعمدا

فجلدي أصيل لا يلامسُ مجرما

وعارٌ على مِثلي إذا ما لمسته

وقد عاش للعدوان صَبا مُتيََّما

عُتلا زنيما لا يراعِي حُرمة

كمن كان للشيطان صِنوا وتَوأما

دعيا كذوبا ذا ضمير مُهَتكٍ

فخَلّف ثكْلى للخرابِ ويَتما

وكم ذا ادعَى أن السلامَ مَرامُه

وما كان إلا للمطامع سُلما

وفِيٌّ لإسرائيل قلبا وقالبا

ودينًا ودنيا وانتهابًا ومَغنما

فأيدها في إفكها وضلالها

بأسلحةِ التدمير والموتِ والدما

وأما الفلسطينيّ فالأرض حُرمَت

عليه ليمضي تائهَ الخطو مُعْدَما

تمزقه الأمراض والسُّهدُ والأسَى

وبات يعاني الظلمَ والجوعَ والظما

و"بوش" يهوذا العصر دون منازع

فهدَّ تعاليمَ المسيح بن مَريما

وقال عن الإسلام: دين تعصبٍ

كذبْتَ ؛ سيبقى للسماحةِ قيما

فما زال دينُ الحقِّ نورا ورحمة

ويبقى لكل العالمين مُعَلما

**********

ودينك يا "بوشَ" الخرابِ عقيدة

ودعْوَى كذوبٍ كيْ تحققَ مَغنما

ستبقى مدى الأيام يا "بوش" سُبَّة

وعارًا على وجهِ الزمان وبئْسَما

ويلعنك الأيتامُ في كل مَوطن

ويلعنك التاريخُ والأرضُ والسما

---------