الأضحية سنة مؤكدة عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقد ضحَّى عليه الصلاة والسلام عن نفسه بكبشين أملحين أقرنين، عنه وعن آل بيته، قال: "اللهم هذا عن محمد وآله"، وضحى عمَّن لم يضحِ من أمته- صلى الله عليه وسلم-، ويقول الإمام "أبوحنيفة": إن الأضحية واجب، والواجب عنده فوق السنة ودون الفرض، فيرى أنها واجب على ذوي اليسار والسعة، للحديث "من كان عنده سعة ولم يضحِ فلا يقربن مصلانا" فأخذ من هذا أنها واجبة، فإن لم يثبت وجوبها فهي سنة مؤكدة، وفيها فضل عظيم.
آداب مَن أراد الأضحية
إذا أراد أحدٌ أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة فإنه لا يجوز أن يأخذ شيئًا من شعره أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته؛ لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي, فليمسك عن شعره وأظفاره" (أخرجه أحمد ومسلم), وفي لفظ: "فلا يمسَّ من شعره ولا بشره شيئًا حتى يضحي"، وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته, ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية.
ويجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم.
وإذا أخذ من يريد الأضحية شيئًا من شعره أو ظفره أو بشرته فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ولا يعود ولا كفارة عليه, ولا يمنعه ذلك عن الأضحية, وإذا أخذ شيئًا من ذلك ناسيًا أو جاهلاً أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وإن احتاج إلى أخذه ولا شيء عليه مثل: أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصه, أو ينزل الشعر في عينه فيزيله, أو يحتاج إلى قصِّه لمداواة جرح ونحوه.
وقت الأضحية:
وقتها يبدأ من بعد صلاة العيد- أسبق صلاة عيد في البلد- بعدها تشرع الأضحية، وقبل ذلك لا تكون أضحية، وقد أمر النبي- صلى الله عليه وسلم- مَن ذبح قبل صلاة العيد أن يعتبر شاته شاة لحم، ليست شاة نسك، وليست شاة عبادة قربة.. حتى لو تصدق بها كلها، فإنه يكتب له ثواب الصدقة ولا يكتب له ثواب الأضحية، لأن التضحية عبادة، والعبادات إذا حدَّ الشارعُ لها حدًا، ووقَّت لها ميقاتًا، لا ينبغي أن نتجاوزه أو نتقدم عليه، كالصلاة، هل يجوز أن تُصلي الظهر قبل وقتها؟ لا يجوز.. كذلك الأضحية لها وقت معين.
<table style="WIDTH: 74px; HEIGHT: 25px" borderColor=white width=74 align=left bgColor=white border=0><tr><td width="100%"> </TD></TR>