أكدت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن المرابطين من أهالي القدس والداخل الفلسطيني الموجودون داخل المسجد الأقصى المبارك أحبطوا محاولات المتطرفين الصهاينة لاقتحام باحات المسجد وتدنيسه بمناسبة ما يطلقون عليه "يوم الكيبور".
وقالت المؤسسة في بيانٍ وصل (إخوان أون لاين) إن قوات كبيرة من جنود الاحتلال قاموا باقتحام المسجد الأقصى بالاعتداء عليه وعلى المرابطين؛ حيث أُطلقت بكثافةٍ القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع وقنابل ذات غاز سام، وقاموا أيضًا بإطلاق هذه القنابل داخل المسجد القبلي المسقوف، واعتدت على المرابطين بشراسة بالهراوات؛ مما أدَّى إلى إصابة خمسة بجروح وآخرين بالاختناق من الغاز السام.
تفاصيل الاقتحام
وفي تفاصيل اقتحام الجماعات الصهيونية لباحات المسجد الأقصى قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث: "كان المئات من أهل القدس وأهل الداخل الفلسطيني قد تجمعوا منذ صلاة الفجر وساعات الصباح الباكر عند باب المغاربة من داخل المسجد، في وقتٍ كانت الشرطة الصهيونية الاحتلالية قد أغلقت أغلب أبواب المسجد الأقصى المبارك، في تمام الساعة 7:30 صباحًا، حاولت مجموعةٌ من اليهود اقتحام المسجد الأقصى بلباس سياح، وبحماية الشرطة الصهيونية الاحتلالية إلا أن أمرهم كُشف وبدأ المرابطون بالتكبير، على الفور قامت قوات الاحتلال بإخراج الجماعات اليهودية المحدودة خارج المسجد الأقصى، وقامت قوات الاحتلال على الفور باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء عليه كما ذكر آنفًا، إلا أن المرابطين صمدوا في رباطهم؛ مما جعل قوات الاحتلال تقوم بتعزيز قواتها داخل المسجد الأقصى، وفي الوقت نفسه منعت دخول أي مصلٍ إلى المسجد من أهل الداخل الذين جاءوا عبر مسيرة البيارق وأهل القدس الذين تدافعوا نحو المسجد الأقصى عند سماعهم بالاقتحام.
وأشارت مؤسسة الأقصى في بيانها إلى أن الأجواء الآن متوترة جدًّا داخل المسجد وفي محيطه؛ حيث يتجمع قوات كبيرة من جنود الاحتلال عند باب المغاربة، وفي نفس الوقت يتجمع المئات من المرابطين داخل المسجد الأقصى وخارجه.
وكانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث قد وجهت نداءً يوم الخميس الماضي للرباط الدائم داخل المسجد الأقصى في وقتٍ كشفت فيه مخطط جماعات يهودية تقتحم المسجد الأقصى اليوم الأحد، وكما وجهت خلال الأيام الأخيرة شخصيات دينية ووطنية مقدسية نداءً إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك.
جدير بالذكر أن من بين المرابطين قيادات دينية ووطنية من أهل القدس وأهل الداخل الفلسطيني المحتل.
من جانبهم، وجَّه الأسرى في سجون الاحتلال الذين يزيد عددهم عن (10000) أسير فلسطيني وعربي نداءً إلى الأمتين العربية والإسلامية للنفير العام لحماية المسجد الأقصى من اعتداءات المغتصبين الحاقدين.
وأوضح رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بوزارة الأسرى والمحررين أن هذه الدعوة جاءت خلال اتصال هاتفي مع الوزارة بعد عملية الاقتحام مباشرة؛ مما يدل على متابعة الأسرى في السجون لقضايا الشعب الفلسطيني وتطورات الأوضاع الميدانية في الخارج.
وأضاف الأسرى أن المسجد الأقصى أمانة في أعناق المسلمين جميعهم أينما كانوا، ومهما كانت جنسياتهم، وأن حق الدفاع عن القدس والأقصى لا يقع على عاتق الشعب الفلسطيني وحده، وعلى الجميع تحمل مسئولياته تجاه المسجد الأقصى والقدس.
واعتبر الأسرى أن الصمت العربي والإسلامي على ما يجري من محاولات لتدنيس المسجد الأقصى وتهويد القدس هي التي تشجع الاحتلال والمغتصبين الحاقدين على الاستمرار في مثل هذه الإجراءات، مطالبين العرب بضرورة وقف كافة الاتصالات مع العدو، وسحب سفرائهم من دولة الاحتلال؛ احتجاجًا على ما يجري في الأقصى، كما دعوا السلطة في رام الله إلى التوقف الفوري عن سياسة تقديم التنازلات مجانًا للاحتلال، والقبول بالعودة إلى المفاوضات الهزلية التي تجمل صورة الاحتلال أمام العالم على حساب دماء شهداء وعذابات أسرانا وتهويد مسرانا.
وطالب الأسرى في سجون الاحتلال أبناء الشعب الفلسطيني بالتعبير عن غضبهم ورفضهم لما يجري من تدنيس للمسجد الأقصى والخروج بمسيرات حاشدة؛ لإظهار التضامن مع القدس، ولإشعار المسلمين في العالم بالخطر المحق بها.