الخطوة التاسعة: الجنازة

الخطوة التاسعة: الجنازة

حتى لا يكون للبشر حجة، أي حجة، يرينا الله الموت كل يوم، لكننا نصر ألا نراه، يرينا الله المشهد الأخير، مشهد الاستسلام للأمر الواقع، مشهد اللاعودة والسفر الطويل.

يرينا الله المستقبل كل يوم، ويجعلنا نتخيل عن قرب بعض الغيب، ونشعر به في تأثر حتى نعود لأنفسنا ونحكي لها ونقول لها في لوم: مرة أخرى يعطيك الله الفرصة، ربما تكون الفرصة الأخيرة، أعيدي حساباتك ولا تتجاهلي الحقيقة أكثر من ذلك.

الله يرينا الحقيقة مرات ومرات، قبل أن تسرقنا الغفلة ويهاجمنا الموت فيأخذنا في ذهول، لذا فهو يدعونا إلى أن نسير في الجنائز، ويا لرحمته وفضله، يريد أن يذكرنا بمصيرنا ثم يصرف لنا من كنوزه حسنات مثل جبلين من أحد.

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من تبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا، وكان معها حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد" (صحيح الجامع 6136).

أنت تسير الآن في صمت رهيب، يُحمل أمامك إنسان سينكشف عنه الغيب بعد قليل، ود لو حدثك ليحذرك من الأمر الخطير وشدة المصير، كل ما استطاع أن يقدمه لك أن أعطاك الفرصة لتفكر في صمت، وتفتح ملفاتك القديمة وتعيد قراءتها من جديد، قبل أن تسكن في حفرة تحت الأرض وحيدًا.

افتح ملف العبادات: الحفاظ على الصلاة، الخشوع فيها، الصيام.. هل تؤديه بإتقان يصل به إلى درجة القبول، الزكاة؟ هل تنساها في زحمة الحياة؟، هل الحج في مقدورك فتؤخره؟

افتح ملف المعاملات: سلوكك مع والديك، وإخوتك، مع زوجتك وأبنائك ومع الناس، كم مرة ظلمت؟ كم مرة خدعت؟ كم مرة آذيت؟

أرجوك.. راجع الملفات جيدًا، لا تتجاهل بعض الصفحات، الوقت لديك الآن لتراجع بتركيز وبحماس، ربما يهجم عليك الموت غدًا فلا تجد الوقت الكافي ولا العقل الصافي.

انتهى السير ووقف الكل على المشهد العظيم، الصمت لا يخترقه إلا صوت البكاء، والعجز أكبر من الجميع، واللقاء بين الله وعبده سيبدأ الآن.

غير مسموح إلا بالدعاء، ربما يخفف ألم الحساب.

الآن ينغلق القبر، ويوضع الخط الفاصل بين الدنيا والآخرة، ويرتفع كلام الله لكل من فكر وتدبر: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)﴾ (الحشر 18).

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)﴾ (الحج).

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)﴾ (لقمان).

أخي الحبيب..

تحتاج كما نحتاج جميعًا أن نتذكر الموت لنعيد حساباتنا ونعود إلى الحياة، نلوم أنفسنا ونمهد الطريق بيننا وبين الله، فنكثر في العبادة، ونحسن إلى الناس.

أخي الحبيب.. تذكر الموت وامش في جنازة مرة كل شهر، وتـأكد ساعتها أنك في طريق الله، ستتقدم خطوة.

جزاكم الله خيرا على التذكره بالموت
فمن منا يعلم متى يموت
من منا سيعيش ستين او سبعين سنه اوحتى يومين
ناس كتير بنشوفها بتودع اعز اصحابها اعز حبايبها اقرب الناس ليهم
وبعدها بمده قليله الاغانى والسجاير و......... و..... و.........
وناس كتير بتاجل فى توبتها بس لحد امتى
لقد حذرنا الرسول من التسويف فى التوبه
امة سيدنا محمد من اقصر الامم اعمارا قوله صلوات الله وسلامه عليه
أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين، وأقلهم من يجوز ذلك. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. ورواه الترمذي وابن ماجه. ومعنى الحديث أن أغلب أعمار هذه الأمة تتراوح بين ستين سنة إلى سبعين، ومنهم من يزيد على ذلك
فلنتق الله فى انفسنا ونتذكر
هازم اللذات
الموت
نتذكر
قبورنا
هل ستكون روضه من رياض
الجنه او حفره من حفر النار
اللهم اعتق رقابنا من النار
وادخلنا جنتك برحمتك ياعزيز ياجبار
اللهم امين
اللهم امين
اللهم امين