الخطوة الثامنة: رد من فضلك

الخطوة الثامنة: رد من فضلك

ربما تظن أن السلوك الذي نتحدث عنه اليوم من المبالغ فيه أن نفرد له مقالاً كاملاً للحديث عنه، ولكن ربما تشاركني الرأي بعد قراءته، أنه سلوك رغم أنه بسيط شكلاً، إلا أنه سلوك مستفز، يعكس عدم احترام الآخرين وتجاهلهم، ويدلل على ضعف مبادئ الذوق عند البعض، وربما يطعن هذا السلوك في الشهامة والمروءة.

هذا السلوك هو (الاتصال الهاتفي).

بعض الذين أعرفهم أثناء حديثي معهم يطلق هاتفهم رنته المحببة إلى قلبه، فأفاجأ أنه بمجرد أن يمسك هاتفه المحمول وينظر إلى اسم المتصل، يلقيه جانبًا، وعندما اسأله لماذا لم ترد؟ فيجيب باستهتار: لا مش مهم.

فلقد قسّم الناس إلى ناس مهمين وناس غير ذلك، وهو يرد على المهمين فقط، هذا المنطق لو عامله به أحد المسئولين في الحي الذي يسكن فيه، لغضب وثار، وتحدث عن عدم احترام الناس، وسأل عن المساواة واندهش من أن الواسطة أصبحت تتحكم في كل شيء، وأعطى محاضرة عصماء عن التواضع وعدم الكبر على الناس، وربما تذكر حديث الرسول صلى الله علي وسلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر".

قد تقول ربما كان نائمًا أو الهاتف بعيد عنه أو.. أو، والحل أن يتصل به بعد استيقاظه أو بعد التقاط اسم المتصل، إلا أن هذا لم يحدث.

هذا النوع من الناس هو الذي يعرف من يتصل به، بمعنى أن من يتصل به شخص يعرفه بدرجة جعلته يسجل اسمه على هاتفه المحمول، وهذه المجموعة تحتوي بالتأكيد على المجموعة التي لا ترد على الأرقام المجهولة التي تتصل بها، وكأنه المفروض أنني كي اتصل بك لا بد أن كنت قد رأيتك وتحدثت معك وشربنا الشاي وتبادلنا المشاعر الجياشة لأنال شرف الاتصال بك والرد علي.

قد يتعرض أحد أصدقائك لمكروه أو ظروف خاصة يحتاج فيها لمساعدته في الوقت الذي يكون قد نسى هاتفه المحمول في المنزل، أو فقده، أو حدث له عطل مفاجئ، في هذه الحالة سيظهر رقم لا تعرفه، وتجاهلك له، يعني عدم مساعدة صديق لك في أزمته.

إن تجاهلك الرد على الهاتف، يشبه تجاهلك الرد على من يطرق بابك، بعد أن سألته عن اسمه فقال لك (فلان) واتضح أن فلانًا هذا لا تعرفه، فتركته حتى يرحل في هدوء.

ليس هذه هي كل مشاكل الاتصال الهاتفي، فهناك مشكلة أخرى كبيرة تتعلق بالذوق في الحديث، طريقة الرد وعاطفة الحديث، فالمستمع يرى شخصية من يحدثه من خلال الصوت فقط، وبعض الناس تبدأ أول كلمة بطريقة مزعجة ومخيفة ومقلقة للطرف الآخر، فبدلا من أن يقول (السلام عليكم) المطمئنة للنفس جدًّا، أو (ألو) بصوت هادئ، تجد منهم من يبدأ حديثه بشجار وهو يقول (إيه)- (مين معايا)- (أيوة)، ثم يتحدث بأسلوب فظ يشعر الطرف الآخر بالضيق منه وعدم احترامه.

إن الحديث في الهاتف أدب إسلامي، ينطبق عليه كل ما ينطبق على آداب الحديث الذي يتطلب احترام الآخر، والحديث بلطف وإنهاء المكالمة بأدب، وهو سلوك إسلامي يجب أن نحرص عليه كمسلمين.
أخي الحبيب.. إني أدعوك أن تتبع ما يلي في سلوكك في الاتصالات الهاتفية:

- رد على الجميع سواء من تعرفه أو من لم تعرفه.

- إذا اتصل بك شخص وأنت نائم أو لم تسمع هاتفك، رن عليه بعد رؤيتك لمن اتصل بك، سواء كان هذا الرقم تعرفه أم لا.

- الرقم الذي لا نعرفه ويرن رنة واحدة ويغلق، من الممكن أن نضعه تحت بند المعاكسات.

- لا حرج أن تغلق هاتفك المحمول للضرورة القصوى.

- ابدأ حديثك برقة ولطف، سواء كنت ستقول السلام عليكم أو ألو، وتحدث بأسلوب يحترم الطرف الآخر وانه المكالمة بلطف.

أخي الحبيب.. افعل ذلك وثق وأنت تفعله أنك تتبع سلوكًا إسلاميًّا سترضي به الله، وتتقدم به خطوة.

جزاكم الله خيرا ياجويلى على هذا المجهود و التنوع فى المواضيع

عدد الرسائل : 38 تاريخ التسجيل : 24/12/2008

الكلام حلو بس فين ومين اللى يطبق

جزاك الله خيرا يااستاز جويلى