الإمام المراغي

موضوع: الإمام المراغي الجمعة 28 أغسطس 2009, 7:45 am

الإمام المراغي

الشيخ محمد مصطفى المراغي

بقلم: ربيع عبد الباقي

الإمام الجليل والعالم والمصلح الشيخ محمد بن مصطفى بن محمد بن عبد المنعم المراغي شيخ الأزهر الأسبق، كان لا يخشى في الله لومة لائم وقد قاد حملة لإصلاح الأزهر والقضاء والتقريب بين المذاهب.

مولده ونشأته:

ولد بالمراغة- مديرية جرجا- محافظة سوهاج حاليًا- في 9/3/1881م وكان والده عالمًا جليلاً واسع الثقافة.

دراسته:

التحق بالأزهر الشريف بعد أن أتمَّ حفظ القرآن الكريم بكُتاب قريته؛ حيث أرسله والده إلى الأزهر واتصل بالشيخ محمد عبده، وتأثر بفكرة وانتفع بعلمه لا سيما في البلاغة والتوحيد والتفسير، وقد شجعه الشيخ محمد عبده على أن يعود إلى المصادر الأصلية دون الاكتفاء بالقشور، نال العالمية في الثاني عشر من ربيع الأول سنة 1322هـ.

الوظائف التي تقلدها:

من أهم الوظائف التي تقلدها الشيخ المراغي الجليل:

1- رشَّحه الشيخ محمد عبده ليكون قاضيًا بالسودان سنة 1904م وذلك سنة التخرج، اختاره أستاذه الشيخ محمد عبده ليعمل قاضيًا في مدينة دنقلة بالسودان، واستمر الشيخ المراغي في وظيفته لمدة ثلاث سنوات فقط حتى عام 1907م؛ حيث قدم استقالته بسبب خلافه المستمر مع الحاكم العسكري الإنجليزي للسودان، وعاد لمصر يتدرج في مناصب القضاء.

2- قاضيًا لقضاة السودان سنة 1908م.

3- ثم رئيسًا للتفتيش بوزارة العدل 1919م.

4- ثم رئيسا لمحكمة مصر الشرعية سنة 1920م.

5- ثم رئيسًا للمحكمة الشرعية العليا سنة 1923م.

6- ثم شيخًا للأزهر- للمرة الأولى- سنة 1928م، وهو في السابعة والأربعين من عمره ولكنه لما وجد أن هناك عقبات كثيرة تحول بينه وبين ذلك استقال من منصبه في أكتوبر 1929م.

7- ثم شيخًا للأزهر- للمرة الثانية- سنة 1935م؛ حيث أعيد تعيين الشيخ المراغي شيخًا للأزهر مرة أخرى بعد اندلاع المظاهرات التي استمرت أكثر من 14 شهرًا والتي قام بها طلاب الأزهر وعلماؤه للمطالبة بعودة الإمام المراغي للأزهر.

دعا الإمام المراغي إلى ضرورة العمل على تحرير مناهج الأزهر من التقليد والتلقين، والتوسع في الاجتهاد، وقام بإنشاء ثلاث كليات وهي كلية اللغة العربية، وكلية الشريعة والقانون، وكلية أصول الدين، وقد دعا الإمام المراغي للتقريب بين المذاهب الإسلامية والتقريب بين طوائف المسلمين، وشكَّل الإمام المراغي لجنة للفتوى داخل الجامع الأزهر تتكون من كبار العلماء.

الشيخ محمد مصطفى المراغي

مواقف في حياة الشيخ:

موقفه من الحرب العالمية الثانية: انقسم المصريون في الحرب العالمية الثانية بين مؤيد لإنجلترا وآخرين مؤيدين لألمانيا، لكن كان رأي الإمام المراغي: "إن مصر لا ناقة لها ولا جمل في هذه الحرب، وإن المعسكرين المتحاربين لا يمتان لمصر بأية صلة.......".

أحدث تصريح الشيخ قلقًا لإنجلترا وطلبت من مصر إصدار بيان حول موقف الإمام؛ فقام رئيس الوزراء حسين سري باشا بالاتصال بالشيخ المراغي، معترضًا على تصريحات الشيخ ومهددًا الشيخ، فرد عليه الإمام المراغي قائلاً: "أمثلك يهدد شيخ الأزهر؟ ..... لو شئت لارتقيت منبر مسجد الحسين، وأثرت عليك الرأي العام، ولو فعلت ذلك لوجدت نفسك على الفور بين عامة الشعب".

- تزعم حملة لجمع تبرعات لصالح المجاهدين في السودان الذين يقاومون الاحتلال البريطاني في الوقت الذي كانت الحكومة المصرية تساعد الجيش الإنجليزي على احتلال السودان.

- رفض الاستجابة لطلب الملك فاروق ملك مصر بإصدار فتوى تحرم زواج الأميرة فريدة مطلقة الملك من أي شخص آخر بعد طلاقها وقال للملك: "أما الطلاق فلا أرضاه، وأما التحريم بالزواج فلا أملكه، إن المراغي لا يستطيع أن يحرم ما أحل الله".

أهم أعماله:

1- تعديل لائحة المحاكم الشرعية في السودان.

2- تشكيل لجنة تنظيم الأحوال الشخصية وعدم التقيد بالمذهب الحنفي.

3- أعد قانون الأحوال الشخصية.

4- نادى بفتح باب الاجتهاد، ودعا إلى توحيد المذاهب.

مؤلفاته:

أثرى الشيخ المراغي المكتبة الإسلامية بالكثير من المؤلفات والتي اشتملت على برامجه الإصلاحية، وخاصة إصلاح الأزهر وقوانين الأسرة، بالإضافة لمؤلفاته ودروسه في تفسير القرآن الكريم، وبعض القضايا الفقهية واللغوية ومن أهم هذه المؤلفات:

1- الأولياء والمحجورون (نال بها عضوية هيئة كبار العلماء).

2- تفسير جزء (تبارك) وتكملة لتفسير جزء (عم) للشيخ محمد عبده.

3- بحث في وجوب ترجمة معاني القرآن الكريم.

4- رسالة الزمالة الإنسانية (كتبها لمؤتمر الأديان بلندن).

5- بحوث في التشريع الإسلامي وأسانيد قانون الزواج رقم 25 سنة 1929م.

6- مباحث لغوية بلاغية.

7- الدروس الدينية وكتب ومقالات عدة في كثير من الصحف والمجلات.

وفاته:

توفي رحمه الله في ليلة الأربعاء الرابع عشر من شهر رمضان سنة 1364هـ، الموافق 22/8/1945م.

رحمه الله ياريت الطنطاوي يتعلم منه حاجه