بيت لحم - المركز الفلسطيني للإعلام
هاجم المسؤول الأمني السابق في حركة "فتح" الهارب محمد دحلان محمودَ عباس في خطابه في الجلسة المغلقة لمناقشة ما وصف بـ"سقوط غزة في أيدي حركة (حماس)"، خلال مؤتمر "فتح" السادس المنعقد الآن في بيت لحم. ونقل موقع "الجزيرة. نت" عن مصادر مطلعة الأحد (9- قولها: "إن دحلان بدأ خطابه بالتهجُّم على عباس وقيادات أمنية سابقة في قطاع غزة، نافيًا مسؤوليته الشخصية عما جرى في القطاع، ومحمِّلاً عباس المسؤولية، وقال إنه سلم غزة على طبق من ذهب لـ"حماس"، وجاء بها إلى انتخابات كان مؤكدًا فيها سقوط حركة (فتح)". وأضافت أن ذلك دفع قياديِّين وعناصر في "فتح" من غزة موجودين في المؤتمر إلى مهاجمة دحلان، وتبادلوا معه الشتائم، مؤكدةً قيام أحد قياديِّي "فتح" بالخارج باتهام دحلان بأنه وسيط أمني مع الاحتلال، وأن ذلك يوجب المعاقبة حسب قوانين "فتح" الداخلية؛ مما دفع دحلان إلى التهجُّم على عباس وقال حرفيًّا: "إذا كان رئيس الهرم كذلك فحاسبوه على أخطائه وعلى مجيئه بـ"حماس" إلى السلطة". وأشارت إلى أن الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم تدخَّل حينها وقال: "إن من جاء بـ"حماس" هو فساد دحلان ورجاله، وقيادات السلطة التي كانت موجودة في غزة"، مشعلاً بذلك مزيدًا من التوتر بين أعضاء "فتح" وقيادييها في المؤتمر. وذكرت المصادر أن قياديِّي "فتح" قدَّموا ورقة احتجاج على دحلان إلى المؤتمر والسلطة؛ رفضوا فيها الإحاطة الأمنية والحراسات الكبيرة التي يأتي بها دحلان إلى المؤتمر. محاولات تحجيم وحسب معلومات سرَّبتها مصادر مقربة من الرئيس محمود عباس إلى "الجزيرة نت"، فإنه حاول تحجيم دحلان وعدم السماح له بالترشُّح لمنصبٍ في اللجنة المركزية لحركة "فتح"؛ لكنه فشل، وحاول في لقاءاته مع قيادات الخارج والداخل في الحركة، قبل بدء المؤتمر، التلميح إلى ضرورة إبعاد دحلان عن أي منصب قياديٍّ مستقبليٍّ؛ لأنه "سيأخذ الحركة إلى حيث يريد لا إلى حيث تريد". وكانت مصادر مطلعة ذكرت في وقت سابق لـ"الجزيرة. نت" أن دحلان ومفوض التعبئة والتنظيم في حركة "فتح" أحمد قريع تبادلا الاتهامات حول القضية ذاتها. وتعتقد قيادات السلطة الفلسطينية وشريحة واسعة من قيادات حركة "فتح" أن "سقوط غزة في أيدي (حماس)" منتصف حزيران (يونيو) 2007 سببه المباشر القوات الأمنية الهشة التي بناها دحلان برغم مئات ملايين الدولارات التي تسلمها من الإدارة الأمريكية؛ لأنه كان مسؤولاً أمنيًّا للسلطة في غزة. ومنذ سيطرة حركة "حماس" على غزة تعالت الأصوات في حركة "فتح" منددة بدحلان وداعية إلى محاسبته، إلا أن علاقاته الواسعة مع دول عربية وأجنبية ذات التأثير في القرار لدى السلطة والرئيس عباس حالت دون ذلك. |