ولساناً وشفتين
خالد سلطان السلطان
البعض يتساهل بكلام اللسان أو إشارته الرمزية، والحق أن الكلام والإشارة لها اعتبارها عند الله.
ألم يكفك يا أيها الإنسان أن الله أنزل سورة في القرآن لها ولشأنها (ويل لكل همزة لمزة) واسم السورة (الهمزة) والمقصود بها اللسان وما كان الله ليخصها بالذكر إلا لعظيم شأنها وخطرها أيضاً.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته) وفي الحقيقة هي ليست كلمة إنما همز ولمز غير مقصود ودوافعه الغيرة الفطرية عند النساء، ولكن رسول الهدى أنكر هذا الهمز واللمز واعتبره جناية كبرى تساوي تغير البحر العميق للونه والسبب كلمة!!
كيف لا والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال: (رب كلمة أهوت بصاحبها في النار سبعين خريفا ) (ورب كلمة رفعت صاحبها في علّيين).
أي أن هناك كلمة تبلغ رضوان الله فتكون هذه الكلمة حسنات كالجبال تثقل بها الموازين، وهناك كلمه واحدة وهي (نكتة) (طرفة) (استهزاء) (سخرية) ( انتقاص) فتبلغ من سخط الله ما تبلغ حتى تكون محيطاً من السيئات تخفف ميزان العبد وتفني حسناته.
لقد خرجت طائفة من الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من الإسلام إلى الكفر بسبب مقولة (ما رأينا مثل قرائنا أرغب بطوناً وأكذب ألسنة وأجبن عند اللقاء) فخسروا الدنيا والآخرة فتأمل واحذر فالأمر خطير.