59 ساعة سجنًا.. هي المدة التي سيقضيها ممدوح إسماعيل (قطَّاعي) عن كل مصري مات غرقًا في عبارته الخربة أي أنها 7 سنوات (بالجملة) هذا في حالة لو تكرم النظام المصري بعمل اتفاقيات أمنية لاستعادة المجرمين مع كل من بريطانيا وفرنسا.
ودائمًا يحيّرني سؤال.. كل يوم يتم عمل عشرات الاتفاقيات، ويتم الموافقة عليها من مجلس الشعب لماذا لا يتم توقيع اتفاقيات مع بريطانيا وفرنسا في هذا الشأن، خصوصًا أن جميع الهاربين من العدالة في مصر- ابتداءً من توفيق عبد الحي وأشرف السعد وعلية العيوطي ورامي لكح وممدوح إسماعيل وانتهاءً براندا الشامي ويوسف عبد الرحمن؛ الذي يتردَّد بقوة أنه انضم إليهم موخرًا- يقيمون هناك..؟!
أعتقد أن الإجابة هي أن:
النظام المصري يريد أن يترك لهؤلاء المنحرفين فرصةً للتوبة ومراجعة النفس في الريف الإنجليزي وعلى شواطئ نيس!.
وحتى لا نغرق في التفاؤل فإن ممدوح إسماعيل- لو قام النظام المصري باستعادته- لن يقضي 59 ساعة كاملة!، بل سيتم تخفيضها إلى 44 ساعة فقط؛ لأنه من المعلوم بالضرورة في مصر أن الكبار دائمًا يُفرج عنهم بنصف المدة لحسن السير والسلوك؛ أي أن كل ما سيقضيه ممدوح إسماعيل هو 44 ساعة فقط على (النفر) المصري، أي مدة رحلة باليخت الخاص به في عرض البحر لصيد سمك السلمون والتونة (هذه هي الأنواع التي أعرفها خلاف البلطي والشخورة)!!.
يا سادة.. نحن لا نعترض على أحكام القضاة لا سمح الله، ولكننا نلفت الانتباه إلى توصيف وتكييف النيابة للاتهام والقضية برمَّتها؛ بأنها جنحةٌ للتأخير في الإبلاغ عن غرق العبارة وليست جناية قتل 1034 مصريًّا؟!
محيِّرٌ أمرٌ المواطن المصري.. لو قُتِلَ في حادثة يكون ثمنه 5 آلاف جنيه في ذمة وزارة التضامن الاجتماعي
ويكون عقاب من قتله 44 ساعة.. يا بلاش!!.
وتبقى كلمة..
هل هي مصادفةٌ أن يتم الحكم على ممدوح إسماعيل سجنًا وهو يستجمُّ في الريف الإنجليزي، وخيرت الشاطر يقضي نفس العقوبة من محكمة عسكرية ولكن داخل ليمان طرة؟!!
الأول قتل ألف مصري والثاني عمل مشاريع لتشغيل ألف مصري!.
------
* مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان.